المواطن الفقير وبائعة الخبز …
الجميع اطلع على ما قاله السيد رئيس الحكومة تحت قبة مجلس الشعب في جلسته الاستثنائية ، ولكن عبارته بأن اقتصاد الدول لا يدار بالعواطف والرغبات وإنما يدار على أسس من العقلانية والموضوعية والواقعية .
نعم هذا الكلام صحيح في الدول التي إقتصادها مستقر وهناك بعض الأزمات التي تحتاج إلى قرار صعب تتغلب فيه العقلانية والموضوعية على العواطف ، أما في حالتنا الذي يقع فيه 90%من الشعب السوري تحت خط الفقر حسب المبعوث الأممي لسوريا وبأن بعض العاملين يتقاضون أقل من 8 دولار شهرياً بالإضافة إلى وضعنا الإقتصادي والذي هو بإعتراف رئيس الحكومة يشهد حالة واضحة من عدم الإستقرار رافق ذلك تراجع القوة الشرائية أرهقت ذوي الدخل المحدود فأن التجرد من العواطف ستؤدي إلى نتائج كارثية على الحالة المعيشية للمواطن اكثر مما هو عليه الآن .
نتمنى من الحكومة أن لا تتجرد من عواطفها أثناء إتخاذ القرارات القاسية والصعبة ولاسيما التي تمس المواطن الفقير والذي بات هو الأغلبية بالمجتمع بل أن تكون ماثلة أمام أعينها في كل لحظة تجاهه ولأننا نعلم بأن سورية بلد الخير والعطاء فهي تحزن بأن ترى فقيرها يصبح مثل بائعة الكبريت التي ماتت من البرد وهي تطفئ أخر عود ثقاب لديها وتحلم بالطعام والدفئ والعطف الذي فقدته في الدنيا وبأنها ستجده في السماء .
م.هيثم ابراهيم