القطاع العام …ماذا بقي له من دور ؟؟
من المعروف أن القطاع العام هو الرافعة الأساسية للدعم لأنه ليس كالتاجر غايته الربح بل تقديم وتوفير السلع للمواطن مع هامش ربح بسيط عن تكلفة الإنتاج وعلى مر العقود الماضية لعبت الحكومة دور الأب في الإقتصاد من خلال هذا القطاع ، والذي كان ركيزة أساسية في بناء الدولة وعلى الرغم ما تخلله من ترهل وفساد في بعض مفاصله لدرجة طالب البعض بالإستغناء عنه في مرحلة ما وأنه ليس هنالك حاجة له ولاسيما عندما أخذ القطاع الخاص يزدهر وأصبحت السلع متوافرة بكثرة وأصبح التنافس سيد الموقف والتاجر أو الصناعي يتسابقان لطرح أجود الأنواع وبأرخص الأسعار ، إلا أنه أثبت أهميته خلال الحرب الكونية على سورية والدور الكبير الذي لعبه اثناءها .
وبعد انتهاء الحرب العسكرية وانتصار الدولة على الإرهاب ، على ما يبدو أن الحكومة قد بدأت تحسم قرارها بالتخلص من عبء دورها الأبوي الإقتصادي وتحويل القطاع العام الى تاجر ومانتائج رفع الدعم عن المشتقات النفطية وانعكاسه على رفع أسعار المواد في بعض المؤسسات الحكومية لتصبح مماثلة للقطاع الخاص إلا الدلالة الأولى لذلك .
صحيح لايمكن بقاء آلية إدارة القطاع العام بنفس عقلية القرن الماضي ولكن أن يتم التخلي عنه ولو بالتدريج فتلك خطوة تحتاج الى مئات الدراسات الإقتصادية والإسترتيجية واستخلاص النتائج من تجارب الدول التي سبقتنا بهذا الأمر قبل المضي بهذا الطريق الى نهايته .
نتمنى ان يعود الألق للقطاع العام وأن يعود ليأخذ دوره بشكل أكبر مع تشاركية لا بد منها مع القطاع الخاص بما ينعكس ايجاباً على عجلة إقتصاد وبالتالي على تحسن الحياة المعيشية للمواطن .
م.هيثم ابراهيم